دراسة كنان خداج

الازمة السورية أضعفت الدولة و تماسك المجتمع السوري حيث أنقسم المجتمع عامودياً وافقياً. هذا الانقسام تفاقم مع الاقتتال الطائفي والمذهبي والاثني في عدد من المحافظات.

واصبح القيام بمصالحة وطنية شاملة ضرورة حتمية من أجل إعادة بناء اللحمة الوطنية والحفاظ على الدولة السورية بكل مكوناتها، ولضمان سيادة الدولة بشكل تام على كافة مكونات الشعب وبكل ما تعنيه السيادة من أبعاد ومفاهيم. المصالحة تتطلب قطع دابر الفتنة والكراهية والأحقاد، وتحقيق التهدئة وايقاف كافة مظاهر الفوضى والتناحر الشعبي، وكذلك توطيد أواصر المحبة والثقة والعيش المشترك والتعاون بين كافة مكونات المجتمع السوري.

المصالحة والعدالة الانتقالية تتطلب عدد من الخطوات الاولية والعاجلة :

1. عقد صلحات وتفعيل المجتمع المدني: دعم دور الوجهاء والشخصيات الذين نجحوا في عقد صلحات في محافظتي دمشق وحمص وتكرار هذه التجارب في كافة انحاء سوريا. نجاح هذه التجارب دليل على ضرورة الاستمرار في دعم هذه الشخصيات التي تتمتع بثقة الشعب والاطراف المتنازعة، علماً بأن لكل حالة ولكل منطقة خصوصيتها (لا يمكن التكلم عن نموذج عام أو قالب واحد للمصالحة قابل للتطبيق في كافة المناطق، فلكل حالة خصوصيتها بما تنسجم مع نوع الصراع والثقافة المحلية).
كما أن كل مصالحة تُنجز تزيد من فرص نجاح المصالحات المستقبلية، فإن تراكم النجاحات والصلحات في الاماكن التي تعتبر غير صعبة ستساهم في تبديد الصعوبات من أجل حل الصراعات الاكثر تعقيدا. هذه المصالحات قد تشكل المرحلة الاولة من المصالحة الوطنية الشاملة.
2. وضع نظام عدلي منصف: عدم ملاحقة أي مواطن لم يتورط بقتل سوريين، وإحالة مرتكبي أفعال مخالفة للقوانين الى قضاء عادل
هذا يتطلب تشكيل لجنة قضائية خاصة للتحقيق بجرائم القتل والاعتداء أياً كان نوع وطبيعة وأسباب تلك الاعتداءات وايا كانت هوية الفاعل، سواءً من الموالاة أو من المعارضة
3. تسوية وضع المسلحين: إيجاد حلول ملائمة ومناسبة لمقاتلي الملشيات المعارضة المنخرطين إراديا في عملية المصالحة، بعد تقديم تعهدات من قبلهم بعدم حمل السلاح، ليمارسوا حياتهم الطبيعية على ضوء الأنظمة والقوانين النافذة كمواطنين عاديين مصانين الحقوق وملتزمين بالواجبات الوطنية
4. وضع اطار جامع لملاحقة الملشيات المتمردة: العمل على إحداث هيئة مشتركة من أحزاب المعارضة والموالية لإتخاذ الاجراءات ووضع التدابير والخطط الكفيلة بملاحقة الملشيات المتطرفة بكل الوسائل المتاحة من أجل اجتثاثها وذلك للحد من الظواهر السلبية الهمجية الشاذة عن ثقافة الشعب السوري
5. حل قضية الاجئين: العمل الجاد والسريع من أجل عودة كافة الاجئين السوريين إلى وطنهم والى بلداتهم وقراهم و وتأمين المستلزمات المعيشة الاولية
6. حل قضية المخطوفين : العمل على إفراج المخطوفين من المدنيين والعسكريين والمعارضين السياسيين الذين لم يتعاملوا مع جهات خارجية. ومن ابرز هذه القضايا، والعمل على افراج المدنيين المخطوفين على خلفية طائفية أو عرقية مثل مخطوفي اللاذقية والحسكة والسويداء
7. تعويض المتضررين: التعويض عن المتضررين والاسراع ببدء عملية إعادة اعمار البنية التحتية والمدن والبلدات المدمرة. يذكر أن هذه العملية ستوفر فرح عمل وتساهم في خفض معدلات البطالة العالية جداُ من جراء الحرب.
8. نزع أو ضبط السلاح: عند الانتهاء من الاعمال القتالية في كافة البلاد، البدء بعملية واسعة لضبط السلاح واعتبار كل من يحمل السلاح بدون رخصة نظامية خارجا عن القانون
9. تشكيل حكومة جامعة: تكون هذه الحكومة على مسافة واحدة من كافة مكونات المجتمع السوري من أديان ومذاهب وأعراق
10. فتح حوار شامل: التواصل مع الشبيبة وخلق الحوارات التي تعزز وعيهم خاصة حول التعقيدات السياسية والدوليّة والظروف التاريخيّة التي عبرت بها المنطقة والاهتمام بأفكارهم واحتضانهم بكل إمكاناتنا لحمايتهم من الانزلاق في ممرات ومعابر ضيقة.

كما ان هناك ضرورة ملحة لوضع برنامج تربوي متكامل لمحو التشويه الفكري الذي خلقته المناهج الطائفية والتكفيرية في المناطق التى احتُلَت لفترة طويلة من قبل ملشيات المعارضة


ما رأيك بهذه الدراسة ؟ و هل قدمت حلا عمليا للقضية المطروحة ؟ وما مدى قابليتها للتطبيق في المدى القريب ؟